سياحة و سفر

عاجل : بالأرقام ..من الأهرامات إلى المتحف الكبير.. اقتصاد سياحي بحجم التاريخ

في مشهد طال انتظاره، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، أحد أضخم المشروعات الثقافية في العالم، والذي يُتوقع أن يحدث نقلة نوعية في الاقتصاد والسياحة المصرية. فالمتحف لا يمثل مجرد صرح أثري، بل مشروعًا استراتيجيًا يربط بين التراث والاقتصاد والتنمية المستدامة.


طفرة في العائدات السياحية

وفقًا لتقديرات وزارة السياحة والآثار المصرية ومنظمة السياحة العالمية (UNWTO)، من المتوقع أن يسهم المتحف المصري الكبير في زيادة عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20% خلال العام الأول بعد الافتتاح.

🔹 بلغ عدد السائحين في مصر عام 2023 حوالي 14.9 مليون سائح (أعلى رقم منذ 2010)، ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 17 مليون سائح في 2025 بفضل افتتاح المتحف.
🔹 تشير دراسات وزارة التخطيط إلى أن كل زيادة بنسبة 1% في أعداد السياح تخلق نحو 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

هذا يعني أن المتحف يمكن أن يساهم في خلق ما يقرب من 30 إلى 40 ألف فرصة عمل جديدة في قطاعات الفنادق، النقل، الإرشاد السياحي، والخدمات.


الفنادق والنقل.. الاستفادة الأكبر

افتتاح المتحف في منطقة الجيزة — التي تضم الأهرامات وأبو الهول — جعلها أكثر المناطق السياحية جذبًا في الشرق الأوسط.

  • ارتفعت نسب الإشغال الفندقي في منطقة الهرم بنسبة تتجاوز 80% خلال المواسم السياحية الأخيرة وفقًا لتقارير “إيجيبت توداي” (Egypt Today).
  • كما زادت الاستثمارات في الفنادق الجديدة والمنتجعات الصغيرة المحيطة بالمتحف بنسبة 25% خلال عامي 2023–2024.
  • هيئة النقل العام أعلنت عن خطط لتطوير شبكة الحافلات الكهربائية ووسائل النقل الذكية حول المتحف، بجانب مشروع القطار الكهربائي LRT وخط المترو الرابع لتسهيل الوصول إليه.

هذه المشروعات تعني توسعًا اقتصاديًا مباشرًا في قطاع النقل الداخلي وخلق فرص تشغيل للسائقين والفنيين والعاملين في الخدمات السياحية.


الاستثمار الأجنبي وثقة العالم

المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد مشروع محلي؛ فقد تم تمويله جزئيًا من الحكومة اليابانية عبر هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA) بقرض بلغ نحو 800 مليون دولار، بجانب استثمارات مصرية تجاوزت 12 مليار جنيه مصري.

اليوم، ومع اقتراب افتتاحه، بدأت شركات عالمية في الفنادق والسياحة والتقنيات الرقمية في إبداء رغبتها بالمشاركة في إدارة المعارض المؤقتة، وتنظيم الفعاليات الثقافية، ما يعني تدفق استثمارات أجنبية جديدة إلى السوق المصرية.


مكاسب طويلة المدى

الخبراء يرون أن المتحف سيكون له تأثير اقتصادي مستدام للأسباب التالية:

  1. زيادة متوسط مدة إقامة السائح في القاهرة من 2.3 يوم إلى أكثر من 4 أيام.
  2. تحفيز السياحة الثقافية والتعليمية، وهي من أعلى أنواع السياحة إنفاقًا.
  3. دعم الصناعات الحرفية والتذكارية المحلية.
  4. تعزيز صورة مصر عالميًا كوجهة ثقافية خضراء بعد حصول المتحف على شهادة EDGE Advanced للمباني المستدامة.

مصر 2030.. رؤية تتحقق

يتكامل هذا المشروع مع رؤية مصر 2030 التي تضع في مقدمة أهدافها:

  • زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي إلى 15% بحلول 2030.
  • تحويل مصر إلى مركز عالمي للثقافة والتراث.
  • تحقيق تنمية مستدامة تراعي البيئة والمجتمع.

وبذلك يصبح المتحف المصري الكبير نقطة انطلاق جديدة للاقتصاد والسياحة المصرية، تمتد آثارها من الجيزة إلى كل مدن مصر السياحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى