أسبوع باريس للموضة 2025: إبداع يتحدى التقاليد ويعيد رسم ملامح الأناقة

في قلب العاصمة الفرنسية، وعلى وقع خطوات العارضات وأضواء الكاميرات، انطلقت فعاليات أسبوع باريس للموضة لتختتم «شهر الموضة» العالمي بأسلوب لا يشبه سواه، بين الحداثة والحنين، وبين الجرأة والوفاء للتاريخ، قدّمت دور الأزياء الفرنسية والعالمية عروضًا تخطف الأنفاس وتعيد تعريف مفاهيم الأناقة للموسم المقبل، من حدائق التروكاديرو إلى متحف اللوفر، ومن التصاميم الكلاسيكية إلى الابتكارات الجريئة، كان لكل دار بصمتها الخاصة في هذا الحدث الذي جمع بين الفن، والموضة، والهوية.
باريس تحتضن 76 عرضًا مباشرًا و37 مناسبة خاصة
يمتد أسبوع باريس للموضة هذا العام من 29 سبتمبر حتى 7 أكتوبر، ويضم 76 عرضًا مباشرًا و37 مناسبة لتقديم مجموعات جديدة، ما يجعله الحدث الأضخم في تقويم الموضة العالمي. ويأتي هذا الموسم محمّلا بالمفاجآت، أبرزها انضمام مديرين إبداعيين جدد إلى دور فرنسية عريقة، مما أضفى طابعًا متجددًا على العروض المنتظرة.

Saint Lauren: عودة إلى الثمانينيات
افتتحت دار Saint Laurent الأسبوع بعرض درامي استوحى من أجواء الثمانينيات، حيث ظهرت الأكتاف الضخمة والعقد الكبيرة على القمصان البيضاء، ومعاطف الترنش التي تحوّلت إلى أثواب أنيقة. الجلد كان حاضراً بقوة في سترات وتنانير ضيّقة، بينما اختار المدير الإبداعي أنطوني فاكاريللو حدائق التروكاديرو المطلة على برج إيفل كموقع للعرض، ليعبّر عن رؤيته الخاصة للأناقة، مع الحفاظ على وفائه لروح مؤسس الدار إيف سان لوران.

Louis Vuitton: تحويل المألوف إلى استثنائي
في أجواء متحف اللوفر، قدّمت دار Louis Vuitton عرضًا مميزًا لـ45 إطلالة لربيع وصيف 2026. المدير الإبداعي نيكولا غيسكيار أبدع في مزج الكورسيهات المحبوكة مع سراويل الحرير، وزيّن التصاميم ببتلات الأزهار وأحجار الكريستال. الإكسسوارات كانت مبتكرة، خصوصًا الأحذية، بينما حافظت الحقائب على روح الدار الكلاسيكية.

Balmain: أناقة بحرية بروح عملية
في اليوم الثاني، قدمت دار Balmain عرضا تميز بألوان ترابية كالأخضر الكاكي والبيج، مع تصاميم مستوحاة من أجواء الشاطئ. المدير الإبداعي أوليفييه روستينغ ركّز على السراويل المنتفخة والسترات الصوفية التي تنزلق عند الكتفين، في توازن بين الابتكار والعملية.
Dior: جرأة أندرسون تثير الجدل

كان عرض Dior من أكثر العروض المنتظرة، كونه الأول لجوناثان أندرسون كمدير إبداعي للأزياء النسائية. في «الغران باليه إيفيمير»، قدم أندرسون تصاميم تجمع بين رموز الدار وأسلوبه الشخصي، مما أثار جدلاً بين الحضور حول مدى وفائه لهوية Dior. العرض أطلق حوارًا بصريًا بين الماضي والحاضر، وبين الفخامة والبساطة.
