رواد الإعلام في مؤتمر مناظرات قطر الدولي بحوارات ملهمة تعزز ثقافة الحوار

اختتمت مؤسسة مناظرات قطر، التابعة لمؤسسة قطر، بنجاح الدورة الثانية من المؤتمر الدولي للمناظرة والحوار، والذي شهد على مدار يومين مشاركة واسعة النطاق بلغت حوالي 1200 مشارك.
جمع المؤتمر نخبة من المفكرين والأكاديميين من مختلف التخصصات ومن أكثر من 36 دولة حول العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن جامعات عريقة ومنظمات مجتمع مدني رائدة في بناء المجتمعات، لا سيما بين الأجيال الشابة.
المؤتمر: منصة للبحث العلمي والحوار العالمي
خلال كلمته في الحفل الختامي، أكد عبدالرحمن السبيعي، مدير البرامج في مناظرات قطر، على أن المؤتمر يمثل “فرصة مهمة للباحثين في مجالات الحوار والمناظرة والتواصل الإنساني لتقديم أوراق بحثية تعكس الجهود المبذولة في جميع القطاعات ذات الصلة بالمناظرة كفن أصيل والحوار كشكل سامٍ من أشكال التواصل”.
وشدد السبيعي على توافق المؤتمر مع الدور الريادي لدولة قطر كواحدة من أكبر حاضنات الحوار والتفاوض العالمي من أجل السلام والأمن والعدالة.
اقرأ أيضًا الدوحة تستضيف مؤتمرًا عالميًا للمناظرة والحوار بحضور دولي
وأضاف: “بفضل الله، توّجت جهود قطر بإنجازات عالمية ساهمت في إرساء السلام وتقديم الإغاثة للمهددين في بيئات الخطر والصراع.” واختتم كلمته مؤكدًا على أهمية الدفاع عن الحق والسعي نحو الحقيقة والإصلاح، وشكر مؤسسة قطر وجميع الشركاء لدعمهم لمهمة مناظرات قطر وتأثيرها الكبير إقليميًا وعالميًا.
“رواد الإعلام”: جلسة حوارية بارزة وتحدي الأنماط التقليدية

شهد المؤتمر جلسة حوارية بارزة بعنوان “رواد الإعلام: مقاربات متعددة… هدف جماعي”، جمعت أنس بوخش، مقدم برنامج ABTalks، ومحمد إسلام، مقدم برنامج Mo Show، وأدارها محمد سعدون الكواري. ركزت الجلسة على مناقشة تنوع مقاربات المحتوى وأهدافه المشتركة في كسر الأنماط النمطية، وتعزيز الشفافية، وبناء الثقة في المجتمعات التي لا تزال تتمسك بأشكال التعبير التقليدية. وشهدت الجلسة حوارًا مفتوحًا ومشاركة فعالة من الجمهور.
محتوى غني ومتنوع: من البودكاست إلى الفلسفة والحوار الشبابي
تضمن اليوم الختامي للمؤتمر تسجيل بودكاست خاص بالتعاون مع الشريك الإعلامي Doha Plus، بهدف توثيق مخرجات المؤتمر وتوسيع نطاق النقاشات الهادفة. كما شمل البرنامج الأوسع لليوم الثاني مناقشات معمقة عبر جلسات موازية تناولت قضايا فكرية ومجتمعية من منظورات متعددة:

- جلسة “مجلة المنطق غير الرسمي”: عرضت أوراقًا بحثية مختارة مصحوبة بتعليقات خبراء.
- جلسة “الجدل: منظورات عربية وإسلامية”: استكشفت التراث العربي في هذا المجال.
- جلسة “تأثير المناظرة على تعزيز التفكير النقدي وتعلم اللغة”: أبرزت البعد التعليمي للمناظرة.
- جلسة “الجدل الإسلامي: شخصيات وأساليب”: استعرضت رواد المناظرة في التراث الإسلامي.
- ورشة عمل للشباب بعنوان “حوار ديموس: أصوات الشباب”.
بالإضافة إلى ذلك، قدم البروفيسور حمّو نقاري، أستاذ الفلسفة والمنطق من المغرب، الكلمة الرئيسية بعنوان “منطق المجادلة”، والتي قدمت نظرة عامة على الإرث الفكري العربي الإسلامي في المناظرة واقترحت إطارًا حديثًا يدمج هذا التراث مع النظريات المعاصرة للمنطق غير الرسمي، والبرهنة الجدلية، والتفكير النقدي. كما استكشف أربعة ركائز أساسية تميز مادة منطق المناظرة في التراث العربي-الإسلامي.

جلسات مسائية ومستقبل الحوار
استمرت الجلسات المسائية بمناقشات حول مواضيع معاصرة، منها استخدام الذكاء الاصطناعي في الجدل، وإعادة تصور التعليم من خلال المناظرة، وممارسة الجدل لبناء المرونة والحوار الشامل، بالإضافة إلى نظرة معمقة على عملية تحكيم المناظرات. كما استكشفت إحدى الجلسات تقاطع الفقه التقليدي مع المنطق الحديث.
هدف المؤتمر، من خلال هذه الجلسات المتنوعة، إلى تعزيز الحوار الفكري وتبادل الخبرات بين المشاركين من جميع أنحاء العالم، بهدف تطوير آليات المناظرة والجدل في مختلف المجالات العلمية والمجتمعية.