تتسارع عجلة النمو الصناعي بالمملكة العربية السعودية بوتيرة عالية، بفضل رؤية 2030، تشهد أسواق رأس المال بين المملكة وهونغ كونغ والصين طفرة غير مسبوقة في التعاون، مدفوعةً بصفقات استثمارية ضخمة وافتتاح مكاتب إقليمية تعزز الربط الاقتصادي بين آسيا والشرق الأوسط.

صفقات استثمارية كبرى وتدفقات رأسمالية متزايدة

أدت رؤية المملكة 2030 إلى توطيد أواصر التعاون الدولي، وخصوصًا مع آسيا. تجلى ذلك في الحيوية التي شهدتها أسواق رأس المال بين المملكة وهونغ كونغ والصين، حيث استقطبت صفقات بارزة مثل الاكتتاب العام لشركة “أمبيركس للتكنولوجيا المعاصرة” (CATL) بقيمة 5.3 مليار دولار أمريكي، وطرح أسهم لشركة “بي واي دي” (BYD) بقيمة 43.5 مليار دولار هونغ كونغ، بمشاركة كبيرة من مستثمرين من الشرق الأوسط.

كما شهدت بورصة هونغ كونغ خطوة مهمة بتداول صندوق “بريميا بنك الصين (هونغ كونغ)” للصكوك الحكومية السعودية، والتي أُعلن عنها خلال الدورة الثانية من منتدى أسواق المال هونغ كونغ أواخر مايو الماضي.

تعزيز العلاقات الاستثمارية عبر المنتديات والمكاتب الجديدة

شكلت مأدبة الغداء التي استضافها المنتدى وشركة “إي دبليو بارتنرز” ومجموعة تداول السعودية وبورصة هونغ كونغ، إنجازًا مهمًا في تعزيز علاقات أسواق رأس المال بين آسيا والشرق الأوسط. حضر الحفل أكثر من 100 من كبار الموفدين من الجهات الحكومية والمؤسسات الاستثمارية ورواد الأعمال من المملكة وهونغ كونغ، مما يؤكد الاهتمام المشترك بتعميق الشراكات.

كان أبرز ما اشتمل عليه الحفل هو افتتاح مكتب “إي دبليو بارتنرز” الجديد في هونغ كونغ. أكد رئيس منطقة هونغ كونغ الإدارية، جون لي كا-تشيو، الدور الاستراتيجي للمدينة كحلقة وصل بين آسيا والشرق الأوسط، مما يسهم في إثراء الابتكار ودفع عجلة النمو.

رؤى قيادية لمستقبل التعاون

من جانبه، صرح محمد بن سليمان الرميح، الرئيس التنفيذي لتداول السعودية، أن أسواق رأس المال السعودية “تشهد نموًا قويًا”، مشيرًا إلى الاكتتابات العامة القياسية والزيادة في الاستثمارات التي تعزز مكانة المملكة “سوقًا عالمية رائدة”. وأكد أن التعاون بين السعودية وهونغ كونغ يُعد مفتاحًا لهذا النجاح، مستشهداً بتحول شركة “سهم كابيتال” إلى واحدة من أسرع شركات التكنولوجيا المالية نموًا في المملكة بدعم من “إي دبليو بارتنرز”.

اقرأ أيضًا شركة Stitch السعودية تغلق جولة تمويل أولي بقيمة 10 ملايين دولار لدعم البنية التحتية المالية

وبدوره، ألقى الدكتور برنارد تشان، القائم بأعمال وزير التجارة والتنمية الاقتصادية في هونغ كونغ، الضوء على مكانة هونغ كونغ الفريدة كمركز عالمي للأعمال، مشيراً إلى مزاياها العالمية والصينية. وأكد أن هونغ كونغ تقدم مزايا لا مثيل لها للشركات من جميع أنحاء العالم، بما فيها تلك القادمة من الشرق الأوسط، بفضل سيادة القانون، وحرية تدفق رأس المال، والنظام الضريبي التنافسي، والبنية التحتية رفيعة المستوى.

وأضاف كليف تشاو، شريك الإدارة في “إي دبليو بارتنرز”، أن شركته نجحت، منذ انطلاقها في المملكة العربية السعودية عام 2017، في الربط بين رأس المال والخبرة في كل من آسيا والشرق الأوسط، عبر أكثر من 20 مشروعًا. وتوقع أن يسهم المكتب الجديد في هونغ كونغ في توطيد أواصر التعاون الإقليمي ودفع مساعي الابتكار والنمو، بما ينسجم مع دور هونغ كونغ كحلقة وصل محورية.

شراكات استراتيجية لدعم رؤية السعودية 2030

أقامت “إي دبليو بارتنرز”، بخبرة تمتد لثماني سنوات، علاقات شراكة استراتيجية مع شركات تقنية رائدة في هونغ كونغ، مثل “علي بابا كلاود” (Alibaba Cloud), و”جيه آند تي إكسبرس” (J&T Express), و”ليشاينز” (Leshines)، ذراع التوريد التابعة لشركة “لينوفو” (Lenovo). تدعم هذه الشراكات رؤية السعودية 2030، وتمكن الشركات من الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لهونغ كونغ والتقنيات المتطورة لشركاتها، لخلق فرص اقتصادية جديدة بالشراكة مع المملكة.

وتوضح ورقة بيضاء قدمتها شركة “إي دبليو بارتنرز” خلال حفل الغداء بعنوان: “من آسيا إلى شبه الجزيرة العربية: مسارات الاستثمار الاستراتيجي في دول مجلس التعاون الخليجي”، هذا التعاون العميق. يسلط هذا الحدث الضوء على فصل جديد لتعميق العلاقات بين آسيا والشرق الأوسط، مع بروز هونغ كونغ كمركز رئيس للاستثمار والابتكار، ومكانة شركة “إي دبليو بارتنرز” كلاعب محوري في هذا التحول.