القيادة الذاتية الكاملة على أبواب الصين.. تسلا تفجّر ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم السيارات

تقترب شركة تسلا الأمريكية من تحقيق واحدة من أهم خطواتها في السوق الآسيوية، بعدما كشف الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن قرب حصول الشركة على الموافقة الكاملة لتشغيل نظام القيادة الذاتية في الصين بحلول الربع الأول من عام 2026، وهو ما وصفه المحللون بأنه “أكبر اختبار حقيقي” لتقنيات تسلا في بيئة تنظيمية معقدة مثل الصين.

تعد الصين اليوم أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، وهو ما يجعل أي تحرك من تسلا هناك بمثابة مؤشر لمستقبل الصناعة بأكملها.
مصادر مطلعة أكدت أن السلطات الصينية منحت بالفعل موافقة مبدئية لتفعيل جزء من نظام Full Self Driving (FSD) على نطاق محدود، بينما تعمل فرق تسلا التقنية مع الجهات التنظيمية لاستيفاء متطلبات الأمان والبيانات قبل التشغيل الكامل.

ورغم أن تسلا حققت انتشاراً واسعاً في الصين خلال الأعوام الماضية، فإنها تواجه الآن منافسة متصاعدة من علامات محلية مثل BYD وXpeng وLi Auto، التي تقدم أنظمة مساعدة قيادة متطورة مدمجة في سعر السيارة دون تكلفة إضافية.
في المقابل، يباع نظام FSD من تسلا مقابل نحو 64 ألف يوان، أي ما يعادل تسعة آلاف دولار، لكنه ما زال غير مفعّل بالكامل داخل الصين حتى اليوم.

بيانات أكتوبر 2025 أظهرت تراجع مبيعات تسلا إلى نحو 61 ألف سيارة فقط، وهو أدنى رقم منذ منتصف العام، في حين تواصل الشركات الصينية تحقيق أرقام قياسية في المبيعات الشهرية.
ويرى محللون أن نجاح تسلا في المرحلة المقبلة يعتمد على قدرتها على إقناع السلطات والمستهلكين معاً بجدوى القيادة الذاتية من الناحية الأمنية والاقتصادية.

في موازاة التطورات في الصين، صوّت المساهمون في تسلا بنسبة تتجاوز 75 % لصالح خطة تعويض تاريخية لإيلون ماسك، تمنحه أسهماً إضافية ضخمة في حال وصول القيمة السوقية للشركة إلى 2 تريليون دولار وتحقيق مبيعات تتخطى 11 مليون سيارة سنوياً.
الخطة تعكس رؤية ماسك بتحويل تسلا من شركة سيارات كهربائية إلى منصة ذكاء صناعي متكاملة تشمل المركبات والروبوتات وخدمات النقل الذكي.

وفق تصريحات ماسك، تستعد تسلا لإطلاق مجموعة من المشاريع الثورية خلال 2026:

• بدء إنتاج سيارات الأجرة الذاتية Cybercab في أبريل 2026.
• الكشف عن الجيل الجديد من Roadster في الأول من أبريل.
• طرح الإصدار الثالث من الروبوت البشري Optimus في النصف الثاني من العام.

إذا حصلت تسلا على الضوء الأخضر الكامل في الصين مطلع 2026، فستكون أول شركة أجنبية يُسمح لها بتشغيل نظام قيادة ذاتية حقيقي في البلاد.
لكن الطريق ما زال مليئاً بالتحديات؛ من المنافسة المحلية الشرسة إلى القوانين الصارمة الخاصة بالبيانات والخرائط. ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تعيد تسلا إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى، وتمهد لعصر جديد من القيادة بلا سائق… تحت أعين الذكاء الصناعي.