اتصالات وتكنولوجيا

العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والسمعة المؤسسية: اليد البشرية أولاً

تشكّل السمعة المؤسسية صورة ذهنية تراكمية تنبع من سلوك الشركة ورسائلها وتفاعلاتها مع جمهورها. وفي هذا السياق، تظهر أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) كأدوات قوية يمكن أن تساعد في رصد التفاعل والاتجاهات، لكنها تبقى عاجزة عن التعامل مع السمعة باعتبارها كيانًا حيًا يحتاج إلى رعاية إنسانية دقيقة ومستدامة، خاصة في أوقات الأزمات وإعادة بناء الثقة.

التباين الثقافي والمسؤولية الأخلاقية

يُبرز التباين الثقافي حدود الذكاء الاصطناعي، حيث لا يمتلك الآلة مؤشرًا أخلاقيًا ولا القدرة على تمييز ما يُعد مقبولًا في ثقافة ومُسيئًا في أخرى. فما يمكن أن يُنظر إليه كمزحة بريئة في ثقافة معينة قد يُعد إساءة في ثقافة أخرى.

هنا يكمن الدور الجوهري للمتخصصين البشر في ضبط الرسائل بما يتلاءم مع خصوصية كل جمهور، وتمثيل قيم المؤسسة بصدق، وحماية صورتها من الانزلاقات الأخلاقية أو الترويج لقيم مرفوضة. يتولى الإنسان وحده مسؤولية حماية السمعة الأخلاقية للمؤسسة.


الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأزمات: تجربة واقعية

في تجربة واقعية أجرتها شركة W7worldwide للاستشارات الإعلامية والاستراتيجية لعلامة تجارية سعودية، تم استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أزمة خلال حملة إقليمية. وقد أثمرت هذه المحاكاة عن تحديد 12 سيناريو أزمة محتملة، ما أسهم في:

  • تقليص زمن الاستجابة إلى النصف.
  • تمكين الفريق من إعداد نقاط نقاش استباقية للتعامل مع أي طارئ.
  • تعزيز ثقة العميل بشكل كبير.

تؤكد هذه التجربة أن الذكاء الاصطناعي هو أداة داعمة تزيد من فعالية البصيرة البشرية، وليس بديلًا عنها.

خلاصة: التوازن بين التقنية والمهارة الإنسانية

ستظل العلاقات العامة مجالًا إنسانيًا من الدرجة الأولى، يقوم على الحس والبصيرة والقدرة على بناء جسور من الثقة والاحترام المتبادل. الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تزيد من كفاءة هذا المجال، لكنه لا يمكن أن يحل محل جوهره الإنساني. إن التوازن بين التقنية والمهارة الإنسانية هو الطريق الأمثل لمستقبل مستدام وأكثر تأثيرًا في قطاع العلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى